[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لهجات عربية قديمة
واحد
في الجبالية (ط د) (ط ت) والمهرية (ط د) (طِ ت) والقتبانية (ط د) ومن
المرجح أن مؤنث العدد واحد في القتبانية هو (ط ت) وهذا ما يؤكده النقش الذي
اكتشف في مدينة (تمنع) كما هو الحال في لهجات العربية القديمة الجبالية ،
والسبئية تختلف عن القتبانية ولهجات الأحقاف إذ أن العدد واحد يكتب في
السبئية (ء ح د) (ء ح د ت) ونستطيع القول أن السبئية ومن خلال العدد (ء ح
د) أكثر تطورا أو بمعنى آخر أنها أقرب إلى الفصحى ، ومن المرجح أن الهمزة
قلبت إلى واو وفي مراحل لاحقة ومن بعد ذلك أضيفت الألف بين الواو والحاء
ليأخذ العدد واحد شكله الذي نعرفه عليه الآن .
اثنان – اثنتان
في الجبالية (ث رُ ه) (ثُ رُ ت) وفي المهرية (ث رْ ِ ه) (ثْ ر ِ ت) ، في
السبئية (ث ن ي) (ث ت ي) ، وهناك احتمال أن (ث ن ي) السبئية تطورت عن (ث ر
ه) وذلك بعد أن قلبت الراء التي في (ث ر ه) إلى نون فأصبحت (ث ن ه) . وفي
تطورات الطور السبئي حلت الياء محل الهاء وكأن هناك اتجاها أو مسارا تندفع
من خلاله العربية لتصل إلى صورتها الحالية ، ومن ثم أضيفت الألف إلى بداية
الكلمة (ء ث ن ي) ومن ثم أضيفت نون إلى العدد ليأخذ شكله النهائي (اثنان)
أو (اثنين) .
ثلاث – ثلاثة
في الجبالية (شُ2 ل×ثْ ِ ت) ، (شْ2 ه ل ِْ ث) ، واللام في شُ2 ل×ث ت) مدغمة
بحيث لايكاد السامع أن يتبينهابيد أنها تنطق بجلاء في (ش2 ه لْ ث) وقد
تدغم اللام في حالة المذكر إلى درجة اقترابها من الغين في المهرية ، وتظهر
بوضوح في حالة التأنيث (ش2 ل ث ِْ ت) (ش2 ه لِ ث) ، وفي السبئية ترد في
النقوش (ش2 ل ث ت) (ش ل ث) .
وهكذا كانت تكتب في المساند السبئية القديمة وكذلك المساند الحضرمية
والمساند القتبانية ، أما في المساند السبئية الحديثة فنرى أن الثاء حلت
محل الشين2 الجانبية فأصبحت (ث ل ث ت) (ث ل ث) . ومن هنا نرى اقتراب نطق
العدد ثلاثة في المساند الحديثة العهد من طور الفصحى ومن النطق الذي نعرفه
الآن للعدد ثلاثة وهذا دليل آخر على حركة التطور في العربية ، كما يعطينا
استعمال الحرف (ش2) الذي في (ش2 ل ث ت) دليلا آخر على تطابق نطق الحرف
المسندي مع الشين الجانبية التي نراها في المهرية والجبالية في نطق العدد
ثلاثة (شُ2 ل×ث ت) ، وسبق وأشرنا إلى ذلك والدليل أيضا على أن هذه اللهجات
لا زالت تحتفظ بأقدم صورة للعربية بين طياتها .
أربع – أربعة
في الجبالية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) وكذلك الحال في المهرية وفي ، السبئية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) .
خمس - خمسة
في الجبالية (خُ م" ش) (خُ م" ش) (خ ِ م ِ" ش) وفي المهرية (خ مُ ه) (خ ِ مْ ه) والسبئية (خ م ش ت) (خ م ش) .
ونرى أن لهجات الأحقاف تخالف قاعدة التذكير والتأنيث في العدد – خمسة ، خمس – فقط ، وتبقى القاعدة ثابتة في باقي الأعداد .
ست – ستّة
في الجبالية (ش ت ِ ْ تْ) (شَ تْ) وفي المهرية (هَ ت ِْ ت) (ه ت) وفي نقوش
العهد القديم من السبئية (ش د ث ت) (ش د ث) . وفي النقوش السبئية الأحدث
عهدا (ش ث ت) (ش ث). ومن المرجح أن العدد ستّة كان ينطق قديما (ش د ث ت)
سواء في لهجات الأحقاف أو السبئية ، ولكن الذي حدث لاحقا أن الألسن استثقلت
النطق القديم (ش د ث ت) فاستبعدت الدال في مراحل لاحقة فأصبحت الكلمة (ش ث
ت) وما أقرب (ش ث ت) من (شُ2 ل×ث ت) التي تعني العدد ثلاثة في العهد
السبئي القديم ولهجات العربية القديمة الجبالية والمهرية ، فالعدد ستّة هو
ضعف العدد ثلاثة ، وفي مراحل متقدمة استبعدت (الثاء) وحلت بدلا عنها
(التاء) وهذا ما نراه في لهجات الأحقاف (ش تْ ت) ، وفي الطور الأخير حلت
السين محل الشين فأصبحت (س ت هَ) – ستّة - .
وهناك ملاحظة لابد من الإشارة إليها وهي أن التا في لفظ {ستّة} يبدو وكأنه
دال مدغمة مذكرا بجذوره الأولى ، ويتجلى لنا ذلك واضحا إذا نظرنا إلى ما
يتميز به هذا العدد من بين أعداد العربية عند تسمية كسور الأعداد فنقول
مثلا (سدُس) ولا نقول (ستُس) وهو ما ميز هذا العدد عن بقية الاعداد ، ولا
بد من تعليل ذلك التميز الذي يرجح أنه تأثر بماضي العدد (ستّة) في العهود
القديمة حينما كان ينطق (س د ث ت) ، إذ أن الدال استبعدت في نطق العدد
ولكنها ظلت مستخدمة في كسور العدد .
سبعة – سبع
في الجبالية (ش ب ع ت) شُ بُ×ع) ولباء في حالة التانيث لا تكاد تسمع وذلك
بتأثير صوت المد الذي يرافق نطق الشين إذ أن الشين تنطق مضمومة في حالة
التأنيث ويؤثر هذا الصوت على نطق الباء فلا تكاد تُسمع بل يطغى ذلك الصوت
على كيان الكلمة ، وهذا الأمر قد يصادفنا كثيرا في الجبالية .
وعود على بدء ففي المهرية (ه ب عْ ِ ت) (هٌ ب ع) وفي السبئية (ش ب ع ت) (ش ب ع) .
ثمانية – ثماني
في الجبالية (ثِ م" ن ي ت) (ثُ مُ" ن ي) وفي المهرية (ث م ن ي ت) (ث م ن ي)
وفي النقوش السبئية القديمة (ث م ن ي ت) (ث م ن ي) أما في العهد السبئي
الحديث فهي كالتالي : (ث م ن ت) (ث م ن) ، ومن خلال المقارنة ترى تطابقا
بيّنا في تلفظ العدد ثمانية في كل من المهرية والعهد السبئي القديم (ث م ن ي
ت) (ث م ن ي) .
ونرى أن العهد السبئي الحديث أقرب إلى الفصاحة من العهد السبئي القديم والمهرية .
تسعة – تسع
في الجبالية (س عْ ِ ت) (سُ عْ) في المهرية (س ع ت) (س ع) وفي السبئية (ت ش ع ت) (ت ش ع) .
ونرى هنا ان (ت ش ع ت) تمثل طورا أكثر فصاحة من (س عْ ِ ت) التي في لهجات
الأحقاف ، إذ أن التاء أضيفت إلى العدد قبل أن تقلب شينه إلى سين كما نراه
في الفصحى ، ونرى أيضا أن لهجات الأحقاف تأثرت بهذا التطور ولو بشكل يسير
حيث قلبت الشين التي أرجح أنها كانت مستخدمة في فترات قديمة في لهجات
الأحقاف قلبت إلى سين فأصبحت (س ع ت) ، ولكن التاء لم تضف إلى بداية العدد
كما هو الحال في الفصحى وحال دون ذلك عدم انسجام نطق (ت س ع ت) مع السياق
القديم والبدائي لتلك اللهجات .
عشرة – عشر
في الجبالية (ع ِ2 ر) وكذلك الحال في المهرية وفي السبئية (ع ش2 ر ت) (ع ش2 ر) .
أحد عشر - إحدى عشرة
في السبئية (ء ح د/ع ش2 ر) ، (ء ح د ت/ع ش ر) ، في القتبانية (ط د/ع ش2 ر) ،
وفي الجبالية (ع ش ِ2 رْ ت/طَ د) – (عُ ش2 ر/طِ ت) وكذلك الحال في المهرية
.
إثنا عشر – إثنتا عشرة
في السبئية (ث ن ي/ع ش2 ر) ، في الجبالية (ع ش ِ رْ ت/ث رُ ه) (عُ ش2 ر/ث رُ ت) وكذلك الحال في المهرية .
ثلاثة عشر – ثلاث عشرة
في السبئية (ش2 ل ث ت/ع ش2 ر) "العهد السبئي القديم" (ث ل ث ت/ع ش2 ر)
"العهد السبئي المتوسط والحديث" . في لهجات العربية القديمة (ع ش ِ2 ر ِْ
ت/شُ2 ل×ث ت) ، (ع ش2 ر/ش2 ه ل ث) .
أربعة عشر – أربع عشرة
في السبئية (ء ر ب ع ت/ع ش2 ر) ، (ء ر ب ع/ع ش2 ر) ، وفي لهجتي الأحقاف (ع ش ِ2 رْ ِ ت/ء ر ب عُ ت) ، (عُ ش2 ر/ءُ ر بَ ع) .
خمسة عشر – خمس عشرة
في السبئية (خ م ش ت/ع ش2 ر) ، وفي الجبالية (ع ش2ِ رْ ِ ت/خُ مُ" ش) (ع ش2
ر/خِ م"ِ ش) وفي الهرية (ع شِ2 رْ ِ ت/خ مُ ه) (ع ش2 ر/خ يِ م ه) . وهنا
نرى أن المهرية أحلت الهاء محل الشين والتي تغيرت أي (الشين) في تطورات
لاحقة إلى سين ،(خمسة) .
ستة عشر – ست عشرة
السبئية في العهود القديمة (ش د ث ت/ع ش2 ر) ، أما في العهود المتوسطة
والحديثة (ش ث ت/ع ش2 ر) . في الجبالية (ع ش2ِ ر ِ ت/ش تِْ ت) (عُ ش2 ر/شَ
ت) ، وفي المهرية (ع شِ2 ر ِت/ه تِ ت) (ع ش2 ر/ه ت) . وهنا نرى أيضا حلول
الهاء محل الشين التي في الجبالية ولغات النقوش .
سبعة عشر – سبع عشرة
في السبئية (ش ب ع ت/ع ش2 ر) . في الجبالية (ع ش2ِ رْ ِ ت)ش ب عْ ِ ت) (ع
ش2 ر/شُ بُ×ع) . وفي المهرية (ع ش ر ت/ه ب ع ِ ت) (ع ش2 ر/هُ بَ ع) .
ثمانية عشر – ثماني عشرة
لم ترد لها شواهد في المراجع التي تمكنت من العثور عليها ، وأعتقد أنها لن
تكون بعيدة في مبناها عما سبق وذكر . أما في الجبالية (ع ش2 ر ت/ثِ م"ِ ن ي
ت) (ع ش2 ر/ثُ م"ُ ن ي) ، وفي المهرية (ع ش2 ر ت/ث م ن ي ت) (ع ش2 ر/ثُ م ن
ي) .
تسعة عشر – تسع عشرة
في السبئية (ت ش ع ت/ع ش2 ر) . في الجبالية (ع ش2 رت/س ع ت) (ع ش2 ر/س ع)
وهنا نرى بدائية لفظ العدد (تسعة) الذي في الجبالية حيث أنه لم يبق على
اكتماله إلا إضافة التاء إلى أوله (س ع) – (ت س ع) . وفي المهرية (ع ش2ِ رْ
ِ ت/س عْ ِ ت) (ع شُ2 ر/سُ ع) .
ومن خلال ما سبق وما ذكر نجد أن لهجات الأحقاف تعتمد ترتيبا يخالف لغات
النقوش والفصحى ، وفي هذا دليل على بدائية وقدم هذه اللهجات .
فنرى مثلا أن لهجات الأحقاف تعتمد ترتيبا بدائيا وهو كالتالي : (عشرة واحد)
– (عشرة وثلاثة) – (عشرة وأربعة) هذا في حالة المذكر (والواو) لا تنطق
وإنما هي مفترضة في الذهن ، أما في حالة التأنيث فهي كالتالي : (عشر
وواحدة) – (عشر وثلاث) – (عشر وأربع) ، ويفهم من هذا أن هذه اللهجات كانت
تستخدم هذا الأسلوب القديم أو البدائي والذي يمثل الطور الذي سبق طور
الأعداد المركبة الذي نعرفه في الفصحى والذي نراه كذلك في بعض النقوش .
ونرى أيضا أن التاء تنطق في حالة التذكير مقترنة بالعدد وبالعشرة التي تليه
، أما في حالة التانيث فنجد أن التاء تختفي كحرف مضاف إلى العدد لتميزه .
وخلاصة هذا القول أن هذه اللهجات قد تمثل بحق أقدم طور عرفته العربية .
عقود العشرات
نجد ان عقود العشرات في العربية الفصحى لا تختلف في شيء عن العربية القديمة
إلا بإضافة النون إلى آخر اللفظ فمثلا (ع ش2 ر ي) يصبح عشرين – (ء ر ع ي)
أربعين .
ولهجات الأحقاف تنطق عقود العشرات كما تنطق في الفصحى ، ولم يعد من الصيغ
القديمة سوى ، عشرين ، ثلاثين ، (عَ ش2 ر ي) (ش2 ه لُ ُ ث) وبخصوص (ثلاثين)
في المساند فقد ورد (ش2 ل و ث/ه ج ر ن) ، في نقش على سور مدينة معين والتي
كانت تسمى (ق ر ن و) قديما داخل البوابة الغربية ، وقد تحير المفسرون في
معنى (ش2 ل و ث) ، ويرون من المحتمل أنه يمت بصلة إلى (ش2 ل ث) أي ثلاثة ،
وإذا عدنا إلى (ش2 ه لُ ُ ث) التي تعني ثلاثين في الجبالية يتضح المعنى
الذي تحمله كلمة (ش2 ل و ث) في النقش .
المـئـات
في الجبالية ( م و ت) تعني مئة (م ي ن) تعني مئات . وفي المهرية (م يّ ت)
وتعني مئة ، وهذه الطريقة نجدها في بعض اللهجات العربية الحديثة فنقول مثلا
(ميت درهم) . وفي السبئية (م ء ت) تعني مئة (م ء ن) وتعني مئات أو مئين ،
ويتضح لنا أن الأحرف الهوائية – الواو التي في الجبالية والياء التي في
المهرية والهمزة التي في السبئية والفصحى قد تبادلت المواقع خلال أطوار
ومراحل مختلفة .
الألـــــف
في الجبالية (ء ل ف) وكذلك المهرية ، وفي حالة الجمع (ءِ ل"ِ ف) ، وفي
الجبالية تنطق اللام ثقيلة مفخمة ، وفي المهرية (ءِ لِ ف) ولام كالتي
نعرفها في الفصحى مثال ذلك : (ء ر ب عُ ت/ءِ لِ ف) أي أربعة آلاف .
وفي السبئية (ء ل ف) والجمع (ء ء ل ف) و (ء ل ف) ، ومن المرجح أن هناك حركة
ما على أحد الحروف للتميز بين المفرد والجمع ، وقد يكون التميز الذي نراه
في لهجات الأحقاف والذي يتمثل في كسر الهمزة واللام في (ءِ لِ ف) لتميزها
عن المفرد (ءَ ل ف) هو المعمول به في السبئية .
المرجع / كتاب العربية القديمة ولهجاتها - لمؤلفه عادل محاد مسعود مريخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]للمزيد من مواضيعي