الصقر المدير العام
المزاج : الدولة : عدد المساهمات : 463 تاريخ الميلاد : 25/04/1968 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 56
مستوة انقاط مستوا الامتيازات: (1/1)
| موضوع: باب الجهاد مع الأمراء******** الإثنين يناير 10, 2011 7:59 pm | |
| باب الجهاد مع الأمراء
ذكر عن مكحول رحمه الله أنه قال في مرضه الذي مات فيه: حديث كنت أكتمكموه لو لا ما حضرني من أمر الله ما حدثتكم به أي لولا ما أخاف من وعيد كتمان العلم على ما قال صلى الله عليه وسلم: " من كتم علماً عنده ألجم يوم القيامة بلجام من نار " وقال تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ
وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} آل عمران: 187.
ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكفروا أهل ملتكم وإن عملوا الكبائر الصلاة مع كل إمام الصلاة على كل ميت الجهاد مع كل أمير " وهو دليل لأهل السنة على أن مرتكب الكبائر لا يكفر بارتكابه الكبائر ولا يخرج من الإيمان قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور: 31.
ولا شك أن مرتكب الكبائر داخل في جملة من دعاهم الله إلى التوبة في هذه الآية وقد سماهم مؤمنين وهو دليلنا على مالك في جواز الاقتداء بالفاسق فإن قوله: " مع كل إمام " أي فاسقاً كان أو عدلا كما قال في حديث آخر: " صلوا خلف كل بر وفاجر " وكذلك الصلاة على كل ميت أي فاسقاً كان أو عدلاً بعد أن يكون مؤمناً غير باغ وكذلك قوله: " الجهاد مع كل أمير ".
أي عادلاً كان أو جائراً فلا ينبغي للغازي أن يمتنع من الجهاد معه ويجور الأمير لا ينقطع طمع الغزاة في النصرة جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا عليه ومرفوعاً " إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفار ".
قال مكحول: وخصلتان من رأيي لم أسمع فيهما من رسول الله شيئاً: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان لا تذكروهما إلا بخير {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} البقرة: 134 والحديث في الكف عن الصحابة إلا بخير مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً فمن أحبهم فقد أحبني ومن آذاهم فقد آذاني وخص مكحول الختنين بالذكر لأنه كان يسمع من بعض أهل الشام فيهما ما يكرهه فلهذا خصهما بالذكر في وصيته ثم سمى علياً أولاً وهكذا فيما رواه نوح بن أبي مريم عن أبي حنيفة رضي الله عنه فإنه قال: سألته عن مذهب أهل السنة فقال: أن تفضل أبا بكر وعمر وتحب علياً وعثمان وترى المسح على الخفين ولا تكفر أحداً من أهل القبلة وتؤمن بالقدر ولا تنطق في الله بشيء ومن الناس من يقول: قبل الخلافة كان علي مقدما على عثمان وبعد الخلافة عثمان أفضل من علي فأما المذهب عندنا: أن عثمان أفضل من علي رضوان الله عليهما قبل الخلافة وبعدها كما روى جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أبو بكر خليفتي بعدي في أمتي وعمر حبيبي وعثمان مني وعلي أخي وصاحب لوائي فنفضلهم على الترتيب الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد أبو حنيفة رضي الله عنه بما ذكر تقديم علي على عثمان ولكن مراده أن محبتهما من مذهب أهل السنة فالواو عنده لا يوجب الترتيب وإنما ذكر مكحول علياً رضي الله عنه أولاً لأنه كان إمام أهل الشام وأهل الشام في ذلك الوقت كان يقع بعضهم في علي رضي الله عنه فلهذا قدمه في الذكر حتى يزجرهم عن ذلك.
وعن مجاهد قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: ما تقول في الغزو فقد صنع الأمراء ما قد رأيت قال: أرى أن تغزو فإنه ليس عليك مما أحدثوا شيء يعني: ما أحدثوا مما تكرهه وقد روي أنه لما ولي يزيد بن معاوية قال ابن عمر: إن يكن خيراً شكرنا وإن يكن بلاء صبرنا ثم قرأ قوله تعالى {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ} النور:54 وعن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم قالوا: إذا عدل السلطان فعلى الرعية الشكر وللسلطان الأجر وإذا جار فعلى الرعية الصبر وعلى السلطان الوزر فهذا كله لبيان أنه لا ينبغي أن يترك الجهاد بما يصنعه الأمراء من الجور والغلول.
قال فإذا أردت ذلك فاجعل طريقك علي فمررت بالمدينة فقال: إني أحب أن أعينك في وجهك هذا بطائفة من مالي قلت: إذا لا أقبل إني رجل قد وسع الله علي قال: إن غناك لك إني أحب أن تكون طائفة أن لا أقضيكم ثم كتب إلى قيم له بالشام أن يدفع إلي دنانير قد سماها أستعين بها على وجهي وفيه دليل على أنه لا ينبغي للغازي وإن كان غنياً أن يمتنع من قبول المال إذا علم أن المعطي يعطيه من حلال على وجه الرغبة في الجهاد بالمال لأن الامتناع عن قبول ذلك في صورة المنع مما هو طاعة وذلك لا يحل قال: فانطلقت فلم أزل مرابطاً في جزيرة من البحر سنين ثم بدا لبعض أمراء المؤمنين أن يخرب تلك الجزيرة ويخرج أهلها منها فوالله لكأنما جيء بي سبياً حيث رجعت إلى أهلي وإنما شق عليه ذلك لأنه انقطع عن ثواب المرابطين حين رجع إلى أهله وهكذا ينبغي أن يكون تأسف المؤمن على ما ينقطع عنه من الثواب.
ثم استدل على أنه لا يترك الجهاد بجور الأمراء بقوله صلى الله عليه وسلم: " الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر عصابة من أمتي الدجال لا يصده جور جائر ولا عدل عادل " ولحديث سليمان بن قيس حيث قال: لجابر أرأيت إن كان علي إمام جائر أأقاتل معه أهل الضلالة والشرك قال: نعم {عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} النور: 54 ولحديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصل الإسلام ثلاثة: الكف عمن قال: لا إله إلا الله أن تكفروه بذنب ولا تخرجوه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله حتى يقاتل آخر عصابة من أمتي الدجال والإيمان بالأقدار كلها " يعني: ما ذكره في الحديث المشهور حين سأله جبريل عليه السلام: ما الإيمان إلى أن قال: والقدر خيره وشره من الله وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومع كل واحد منهما فئام من الناس فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليهما السلام ثم قيل: يا رسول الله إنهما تكلما في القدر فقال أبو بكر رضي الله عنه: الحسنات من الله والسيئات منا وقال عمر: الحسنات والسيئات كلها من الله تعالى فاتبع من الناس أبا بكر وطائفة عمر فقال والسيئات كلها من الله تعالى فاتبع طائفة من الناس أبا بكر وطائفة عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سأقضي بينكما بما قضى به إسرافيل بين جبرائيل وميكائيل فإن جبرائيل قال: مثل ما قلت يا عمر وميكائيل قال مثل ما قلت يا أبا بكر ثم قالا: إنا إذا اختلفنا اختلف أهل السماء وإذا اختلف أهل أسماء اختلف أهل الأرض فلنتحاكم إلى إسرافيل فقضى بينهما بأن القدر خيره وشره من الله تعالى وهذا قضائي بينكما يا أبا بكر لو شاء الله أن لا يعصى ما خلق إبليس فهذا هو الأصل لأهل السنة في الإيمان بالقدر ولا يظن بميكائيل وأبي بكر بما نفيا تقدير الشر من الله إلا خيراً لأن طالب الصواب قبل أن يستقر رأيه جاهد في الله حق جهاده. | |
|