شيخ العرب همام.. من حاكم صعيدى كبير فى تاريخ الجبرتى إلى زير نساء لا ينظف أسنانه ولا يحكم بناته فى دراما 2010.. وأحفاده يتهمون صناع المسلسل بالتزوير والإساءة إلى الصعيد والوقوع فى أخطاء فنية ساذجة الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 - 12:24امتلك همام اثنا عشر ألفا من الثيران المعدة لحرث الأرض، بالإضافة إلى الجواميس والأبقار، أما مخازن الغلال فلا يمكن حصرها" هذا ما ذكره المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتى فى كتابه عجائب الآثار فى التراجم والأخبار عن كبير الهوارة فى صعيد مصر شيخ العرب همام، القائد العظيم الذى أعلن العصيان على سياسة المماليك وإذلالهم للشعب المصرى، وطالب بحق المصريين فى حكم مصر.
شيخ العرب همام هو الأمير همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن أبو صبيح سيبة، ويمتد سلسال القبيلة إلى الحسين بن على، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد فى (1709 م) وتوفى فى ( 7 ديسمبر 1769 م )، وهو أكبر الأبناء الذكور للشيخ يوسف، زعيم قبائل الهوارة التى هاجرت إلى مصر من المغرب، فى عهد الدولة الفاطمية، واستقرت فى صعيد مصر، وتمتعت بقدر هائل من الثروة والنفوذ، وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد حتى عام 1575 م (893 هـ). وما زالت حتى الآن تتربع على عرش كثير من القرى والمدن فى الصعيد، خاصة فى مناطق فرشوط ودشنا والرئيسية والشاورية، ومازالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها.
"جدنا اشتهر بالتقوى، وأوقف أكثر من عشرين فداناً بفرشوط للإنفاق على المساجد، وأصلح مسجد عبد الرحيم القنائى أحد أولياء الله الصالحين بقنا، وأنشأ مسجداً فى فرشوط"، هكذا تحدث أحفاد همام فى مدينة فرشوط شمال قنا عن جدهم الذى اختار أن يكون موطن حكمه من الأرض التى ورثوها عنه هناك. وأضاف الأحفاد أن همام هو منشىء جمهورية الصعيد، وهو الذى وزع الأراضى على الفلاحين، ونشر الأمن والاستقرار، فازدهرت القرى والمدن رغم قصر فترة حكمه، التى استمرت 4 سنوات فقط، وقالوا إنه لم يكن يفرق فى المعاملة بين أبناء قبيلته من الهوارة، والفلاحين والعرب، مما جعل الناس تحبه.
كثير من أحفاد همام تحدثوا عن جيشه الذى صعد بالهوارة إلى قمة مجدهم، ووضع القبيلة وأهل الصعيد فى صفحات التاريخ، وأرغم أمراء المماليك على التخلى عن أراضيهم بصعيد مصر، وأضافوا أن جدهم كان شخصية رائعة، تمتاز بالكرم، وهى صفة ورثها عنه أحفاده حتى اليوم.
أحمد عمر الهمامى، أحد الأحفاد، قال إن الأمير همام له 3 أولاد: درويش وشاهين بفرشوط، وعبد الكريم ببهجورة، وأكد على أن الترابط بين عائلات الهمامية موجود على الرغم من بعد المسافات بين القرى، لأن هذه العائلات ترفض زواج أبنائها من خارج القبيلة، حتى لا يختلط دم همام بدماء أخرى. وأضاف عمر أن هناك ترابطاً أيضاً بين أبناء عمومتهم من هوارة، ومنهم عائلات القليعات والبلابيش والنجمية وأولاد يحيى، وجميع أولاد عمومتنا بكل مكان.
هناك علاقات قوية وطيبة تربط الهوارة بباقى أهل المحافظة والقرى المجاورة من خارج العائلة، على خلفية العشرة الطيبة والجيرة، كما يرى على فؤاد الهمامى، أحد أفراد العائلة، مضيفاً أن ما يقال عن وجود خلافات بين قبائل العرب والهوارة هو كلام قديم، لكن التعليم دمج جميع فئات البلد، والخلافات الحالية مجرد حالات فردية، والحفاظ على التقاليد باقٍ وليس له علاقه بالعلاقات الإنسانية بين العائلات من خارج القبيلة.
أفراد العائلة ما زالوا يحتفظون بأوراق قديمة، تضم ما كتب عن جدهم شيخ العرب همام، وتثبت نسبهم إليه، ومن ثم فهم يحفظون تاريخه ومواقفه عن ظهر قلب، ويروونها لأبنائهم وأحفادهم ليتوارثوها عنهم، ولتبقى سيرتهم وأنسابهم محفوظة على مر السنين. واطلعت اليوم السابع على هذه الأوراق، التى تحكى عن حروبه مع على بك الكبير، وقال أحفاده: فى الوقت الذى كان على بك الكبير يسعى إلى مشيخة البلاد ويتطلع للاستقلال بها، كان الشيخ همام يعمل على مد سلطانه على ولاية جرجا، التى كانت تضم كافة أقاليم الصعيد من المنيا إلى أسوان.
ومضى شيخ العرب همام قدماً فى تأسيس شبه دولة. فأنشأ الدواوين لإدارة شئون الأراضى ولرعاية العاملين فيها، وشكل قوة عسكرية من الهوارة ومن المماليك الفارين إلى الصعيد "كان عنده من الأجناد والقواسة وأكثرهم من بقايا القاسمية انضموا إليه وانتسبوا إليه، وهم عدة وافرة، وتزاوجوا وتوالدوا وتخلقوا بأخلاق تلك البلاد ولغاتهم". وشاعت أخبار مجالسه التى كان يعقدها لسماع شكاوى الأهالى وحل مشاكلهم، يستوى فى ذلك الجميع، الغنى منهم والفقير، وأدى النظام الذى وضعه للأمن، والعناية بصيانة الترع والجسور، إلى ازدهار الزراعة وتحقيق الرخاء للأهالى.
الصدام بين شيخ العرب همام وعلى بك الكبير كان محتوماً، حيث حشد على بك الكبير ثلاثة جيوش وجمع قوادها وأوصاهم قائلاً: "اذهبوا إلى أسيوط واملكوها. وبعد عدة معارك كانت المعركة الفاصلة فى يونيو 1769 م (1183 هـ) عند جبانة أسيوط، لتسفر عن انتصار ساحق لجيوش على بك الكبير. وبعدها "أقامو بأسيوط أياماً ثم ارتحلوا إلى قبلى بقصد محاربة همام والهوارة. واجتمع كبار الهوارة مع من انضم إليهم من الأمراء المنهزمين.
وسط هذه الحروب جاءت الخيانة من إسماعيل، ابن عم همام، بعد أن تم إغراؤه ووعده برئاسة الصعيد، فتقاعس عن القتال، ولما بلغ شيخ العرب همام ما حصل، ورأى فشل القوم وخيانة ابن عمه، التى كسرت ظهره، وتخلى أقرب الناس إليه عنه، خرج من فرشوط وتركها بما فيها من الخيرات وذهب إلـى جهـة إسنـا، وهناك مات مكموداً ومقهوراً فى الثامن شعبان من سنة 1183 هـ - 7 ديسمبر 1769 ودفن فى بلدة "قمولة" بالقرب من مركز إسنا.
ووصل محمد بك، ومن معه، فرشوط فملكوها ونهبوها وأخذوا جميع ما كان بدوائر همام وأقاربه وأتباعه، من ذخائر وأموال وغلال، وزالت دولة شيخ العرب همام من بلاد الصعيد كأنها لم تكن.
وفى مدينة فرشوط تجد جامع همام، الذى يفتخر به جميع أهالى القرية من أحفاده وغيرهم، فالجامع تحفة أثرية وبأعلى بوابته بيت شعر يتحدث عن همام وأمجاده، كتبه أحد أتباعه وفى نهايه البيت جملة إذا تم تحويلها لأرقام تعرف تاريخ إنشاء المسجد، وهو عام 1171 هـ، وبالداخل وأعلى سقفه تجد وزرة من الخشب مكتوب عليها نهج البردة.
أحفاد همام تحدثوا عن المسلسل، وقال بعض من عائلة عمر درويش الهمامى إنهم استقبلوا أبطال المسلسل فى منازلهم، وكانوا سعداء بفكرة وجود مسلسل يؤرخ اسم جدهم فنياً، إلا أن مؤلف المسلسل رفض إعطائهم نسخة من السيناريو لقراءتها، وفوجئوا بالإعلانات تشوه صورة جدهم الأمير همام بن يوسف، وتجرده تماماً من شخصيته التاريخية المؤرخ عنها فى جميع كتب التاريخ.
وأكد أحمد عمر أنهم رفعوا دعوى قضائية فى محكمة الأمور المستعجلة، رقم 1908 لسنة 2010، لوقف تصوير باقى أجزاء المسلسل، بعد المشاهد المهينة التى أذاعتها قناة الحياة، وقال إن المؤلف صور الأمير همام، الشخصية التاريخية العظيمة، على أنه زير نساء، وأن أسلوبه غير متحضر، ورائحة فمه كريهة، على الرغم مما ذكره الجبرتى عن تعفف همام فى حياته، وقال إنه أثناء مجلسه كان يضع كوباً من ماء الورد بجواره طوال الوقت لتأذيه من الروائح، وأضاف الهمامى أن هناك مشهداً للفنانة ريهام عبد الغفور وهى تنزل من السلالم بملابس النوم، مما أثار غيرة أبناء العائلة، لأن ريهام تقوم بدور إحدى بناته، وهذا غير موجود بتقاليد العائلة، فلا تستطيع فتاة الخروج من غرفتها بهذا الشكل، حتى وإن كانت داخل منزلها، مشيراً أن المسلسل أساء إلى تقاليد وعادات العائلة الهمامية وإلى الصعيد عامة.
الهمامى أكد أنهم أوكلوا القضية لخالد الكوشى، المستشار القانونى لمدينة الإنتاج الإعلامى، فأكد لهم أحقيتهم فى ضرورة وجود موافقة مكتوبة لإنتاج مسلسل عن تاريخ جدهم. وأضاف أن المسلسل شوه اللهجة الصعيدية، وأن المؤلف والفنانين بالمسلسل متأثرون بشخصية نور الشريف فى مسلسل "الرحايا" مشيراً إلى أنهم يتحدثون بطريقة غير طريقة الصعايدة الحقيقة، وأن المؤلف حول همام من شخصية
تاريخية لها إنجازاتها، إلى شخصية درامية يتحكم فيها كيفما يشاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]